دبي - العربية نت
أكد الرئيس اليمني علي
عبدالله صالح أن الحرب مع الحوثيين انتهت
بدليل المؤشرات الإيجابية التي تجلت حتى الآن مثل إزالة الألغام وفتح الطرق
وتسليم الوحدات الإدارية للسلطات المحلية بنسبة تجاوزت 60% بالإضافة إلى
فك أسر أكثر 175 أسيراً مما يعني مؤشرات حسن النية وهو ما يخالف سلوك
الحوثيين في الحروب الخمس الماضية مع الحكومة اليمنية.
حديث الرئيس اليمني جاء في ثاني حلقات برنامج (واجه الصحافة) مع داود
الشريان الذي بثته قناة العربية في الحادية عشرة من مساء الجمعة 19-3-2010
وشارك في الحوار رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك ورئيس تحرير صحيفة
الوطن جمال خاشقجي .
وقال الرئيس اليمني: "نضمد الجراح، واستمرار الحرب والنزيف وخسائر الخصم
لم تعوض، لكن الدولة ستعوض. وأضاف "نحن لا نستطيع ضمان النقض في كل الأحوال
لكن سنأخذ كل احتياطاتنا الممكنة"، مشيراً إلى أن ما قام به الحوثيون هو
"عمل تخريبي وليس سياسي وعليهم الالتزام بالنقاط الست وهي إيجابية حتى
الآن".
كما رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح فرض مذهب جديد في اليمن، مؤكداً أن اللجان الوطنية المشرفة على تنفيذ الشروط بين الحوثيين والحكومة تواصل عملها بشكل جيد وهناك تعاون كبير من الحوثيين وعلى كافة المستويات، وأن الجهات المشاركة تسير وفق الآليات . وشدد الرئيس اليمني على رفض فرض مذهب جديد في اليمن، مبيناً أن هناك دولاً وأفراداً في المنطقة يدعمون الحوثيين حلماً بعودة الإمامة إلى البلاد. وقال "لدينا وثائق عن جهات تحلم بعودة الإمامة"، مؤكداً على أن "الثورة ترسخت منذ 48 سنة، لكنهم لا يزالون يحلمون بالإمامية ويعتبرونها حقاً إلهياً". وأوضح أن اليمن ستبقي على مذهب الزيدية والشافعية مع انفتاح على التعددية المذهبية سلمياً، مبيناً أن دخول المذهب الاثنى عشري إلى صعدة شيء جديد، وأن اليمن ليست ضده لأنها تؤمن بالتعددية المذهبية، ولكنه ضد أن يفرض هذا المذهب قسراً على بلد زيدي وشافعي. |
|
لا نستطيع التراجع 10 كم وعن نية السعودية ترك مساحة على الحدود بين البلدين وتفريغها لمسافة 10 كم قال الرئيس اليمني "من طرفنا يصعب ترك 10 كم لوجود سكان منذ قديم الزمان يسكنون هناك وهي أماكن جبلية ومزارع ووديان ويصعب ترحيلهم لأن ورائهم مرتفعات ويصعب تدبر البديل لهم. مسؤوليتنا هو اختبار الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية وجيش حرس الحدود ونشرهم في الأماكن المتفق عليها على الشريط الحدودي .. ولا نعترض على إجراءات السعودية وما بيننا وبحسب اتفاقيات سابقة هو ترك 20 كم للسماح بالرعي، وهي اتفاقية سابقة ونحترمها جميعا.. فقط السماح بالرعي ". وأكد أنه تم تحريك الجيش للحدود منذ 3 أيام في الملاحيظ وشدا ورازح. وقال إن "الشريط الحدودي في الجبال التي في الأراضي السعودية والتي بجوارها مرتفعات يمنية بنفس التسمية سيكون عليها جيش يمني .. ننتظر اكتمال نزع الألغام وتمهيد الطرق وخلال أسبوع إن شاء الله يكتمل".
وعن دوافع الحوثيين أكد الرئيس اليمني أن "الحوثي دخل الأراضي السعودية بدفع خارجي بنسبة 80-90% لتوجيه رسالة للسعودية. فنحن لا مشكلة لدينا مع الحوثي، فهو مؤدلج أدلجة خارجية. ودخول المذهب الاثني عشري جديد، والشيعي. ونؤمن بتعددية المذاهب، ونرفض فرضها وتبنيها، ونحن منذ آلاف السنين شوافع وزيود .. الهدف توجيه رسالة للجارة السعودية من جهة خارجية موجهة". |
وفيما يخص الجهات التي تدعم الحوثيين أكد الرئيس اليمني وجود دول وجهات عدة خلف ذلك والأخيرة بعضها داخل السعودية. وقال إن "هناك دولاً وراء جمع تبرعات للحوثيين. كل من يتعاطف مع الحوثيين باسم الشيعة هم الذين يجمعون تبرعات للحوثيين ومنها جهات في السعودية نفسها. هذه الدول في المنطقة تريد توجيه رسائل وجهات تعاطف لإيجاد مذهب جديد في اليمن لاعتبارات سياسية معينة، وهؤلاء يحلمون بعودة الإمام وهم من آل حميد الدين مثلاً ولدينا وثائق وأدلة". وعن الإجراءات المشتركة قال "سيتم عمل دوريات مشتركة وستوفر أجهزة حديثة تؤمن الرقابة على طول حدود تصل قرابة 2000كم، والعمل سيكون على مسارين أحدهما على الجانب اليمني وآخر على الجانب السعودي بحسب مجال كل دورية داخل حدودها .. مع استخدام الكاميرات بين الأبراج بمسافة تصل إلى كيلو متر .. وهناك شركات على وشك التوصل معها لاتفاق لإنجاز ذلك".
وعن كون اليمن سوقاً للأسلحة نفي الرئيس ذلك قائلاً "الأسلحة قادمة من الصومال وخصوصاً بعد انهيار الدولة الصومالية تسرب عن طريق البحر والمهربين وتصل لتجار الأسلحة. والدولة تحاول شراؤها، وبعضها يهرب للسعودية فعلاً.. لا صحة لما يقال أن هناك تهريباً من مخازن الجيش ولكن ربما فرّ فرد أو فردان أو عشرة من الجيش اليمني بما سُلم له. في الماضي كان فيه ترخيص لتجار السلاح للاستيراد للحكومة فقط ". |
|
لا وجود للأمريكيين ونفى صالح أي وجود أمريكي في اليمن بخلاف أفراد يقومون بالتدريب لا يتجاوز عددهم 40 فرداً، مؤكداً أن "هناك تعاوناً مع أمريكا في مجال مكافحة الإرهاب في التدريب تحديداً .. ولا يزيد عدد المتواجدين أكثر من أربعين خبير. تعاوننا ضد الإرهاب ممتاز وفي تدريب الوحدات الخاصة لمكافحة الإرهاب. الأمريكيون لم يتدخلوا فيما يخص الحوثيين".
وشدد على أن الوحدة اليمنية وجدت لتبقى، نافياً أن يكون قلقاً على الوحدة من الحراك الانفصالي الجنوبي، مبيناً في الوقت نفسه أن القيادة اليمنية مستعدة للحوار مع قادة الجنوب ضمن الإطار السياسي فقط . وعن نتائج مؤتمر المانحين أكد صالح أن الإمارات والسعودية في صدارة المانحين بحيث تجاوزت الأولى سقف المليار دولار فيما دفعت الكويت 200 مليون وقطر 500 مليون دولار . وختم صالح حديثه بالتأكيد على أنه ملتزم بالدستور ولن يترشح في الانتخابات القادمة. |
وعن الإشراف الكامل على التعليم قال صالح "عندنا مسارات عدة منها المعاهد العلمية التي أُدرجت تحت التربية والتعليم وطبقت عليها نفس المناهج ، أما ما يشبه الكتاتيب في الجوامع هي التي يشرف عليها الحوثيون، وكذلك المراكز الصيفية التي عملت لنا الإشكالية في محافظة صعدة خاصة للأعمار من خامس إلى سادس إبتدائي، والذين تحوثوا أعمارهم في المرحلة الثانوية كأقصى حد، حيث تشبع هؤلاء الشباب بالأفكار الحوثية".
وفي الجزء الثاني من الحلقة أكد خالد المالك وجمال خاشقجي على أن الرئيس كان صريحاً وشفافاً، متفقين على أن تأكيد انتهاء الحرب كان واضحاً أن الرئيس يراه أقرب وليس نهاية .
وقال خاشقجي "هو يرى أنها أقرب إلى نهاية الحرب بالنظر لعوامل غابت في الحروب الخمس الماضية، ولكن لا يبدو مطمئن تماماً". فيما أكد المالك "في تصوري أن دخول المملكة عندما حدث الاعتداء كطرف أسرع في إنهائها لأن فيه حسم عسكري ولم يكن لدى الحوثيين القدرة على الصمود فقبلوا بالشروط التي كان يرفضونها في بداية ومنتصف الحرب ..وهم الذين سعوا لإيقاف الحرب". |